أسلوب سايدوكان آيكيدو

 
يهدف أسلوب سايدوكان آيكيدو إلى تعلم نظرية ومهارات الآيكيدو والتعمق بها، وتطويرها بالطريقة الأنسب لتلائم طريقة الحياة العصرية. يتيح أسلوب سايدوكان آيكيدو تعلم الآيكيدو بشكل كامل من خلال عملية يتم فيها تحليل التقاليد القديمة ومعالجتها وتصفيتها وذلك من أجل ملائمتها للاستعمال الفعّال في حياتنا اليومية. يتم التركيز في أسلوب سايدوكان آيكيدو على طريقة التدريب، حيث يتطوّر المتدربون والمدربون معًا في الجودو وينطلقون من خلال العلاقة مع بعضهم البعض. يتعلم المتدربون المبادئ والأسس من المدربين والمدربات وفي المقابل يتعلم هؤلاء الآيكيدو بصورة أعمق وأشمل عن طريق تقاسم المعلومات التي بحوزتهم مع المتدربين والمتدربات. من خلال التدريب الواقعي والمركز ("موكوتو")، فإنّ من يختار مسار الآيكيدو يتعلم ويفهم المغزى الحقيقي من وراء الآيكيدو.

ويتمثل شعار أسلوب سايدوكان في التدريب "الواقعي والجدي" ( earnest، sincere، and realistic ). وتنبع هذه المصطلحات من مفهوم الكانجي "سي"، والذي يطلق عليه باللغة اليابانية أيضا اسم "موكاتو" (makoto). ويقصد بالكانجي: "الحقيقة الأساسية". ولذلك فإن أسلوب سايدوكان يركز على التقدير الصادق والحقيقي لنظرية الآيكيدو والمهارات التي يتم تعلمها في إطارها. ويكمل أسلوب السايدوكان التقاليد التي بدأها مؤسس الطريقة أوسنانسي موريهاي أويشيبا، والتي تشجع على التطوّر والبحث وتنقية الفنون القتالية من أجل ملائمتها للحياة العصرية ولثقافات وأوضاع مختلفة.

إن الطريقة التي طورها وحسنها وعلمها مؤسّس أسلوب سايدوكان (كوبياشي سانساي) تميل إلى استخدام حركات بسيطة مختصرة. قام كوبياشي سانساي بتعليم تلاميذه كيفية اكتشاف الآيكيدو الملائم بشكل واقعي لخصائصهم الجسمانية والنفسية والروحانية وأثناء ذلك ركّز على أهمية التخلص من الحركات والمناورات الزائدة غير الضرورية. وقد ركّز على العناصر العملية. ويتمثل هدف التدريب بأسلوب سايدوكان في التقنية المجدية التي تعبر عن مبادئ الوحدة (الوحدة أو-oneness) وفكرة "الحب يحمي كل شيء" ( loving protection of all things ).

تقوم تقنيات سيدوكان آيكيدو على فكرة "الحب يحمي كل شيء" ( loving protection of all things ). تؤكّد هذه الفكرة على مركزية مجال الفعالية أو مجال التأثير ( range of effectiveness )، والخروج عن خط الهجوم الذي يؤدي إلى تجنّب التصادم والعنف. وفي الكثير من التقنيات المستخدمة في السيدوكان آيكيدو يخرج المهاجم عن مجال الفعالية أو التأثير. وقد تم تطوير هذه التمارين على يد كوبياشي سانساي مؤسسة أسلوب السيدوكان آيكيدو معتمدا على التطويرات التي قام بها فياتشي توهي سانساي (من نخبة تلاميذ أوسانساي). وبعبارة أخرى، يقود النيجا وهو المدافع الآوكي وهو المهاجم، خارج مركزه إلى داخل مجال فعالية وتأثير النيجا، أي في المكان الذي يكون فيه النيجا فعالا والإوكي غير فعال. هذه النقطة مهمة في التقنيات الدائرية ( tenkan ) وكذلك في تقنيات الدخول المباشر ( irimi) . إن الخروج عن خط الهجوم مهم بنفس الدرجة، وهو يحمي النيجا أيضا من الهجوم ويوجه الطاقة (كي) الخاصة بالإوكي داخل مجال تأثير النيجا.

 
وشخصيا، أرى بأنّ أسلوب السيدوكان آيكيدو الذي طوره كوبياشي سانساي يعبر عن جمالية معتدلة. يتجسّد هذا الأسلوب في حركات غير منمقة وغير تقليدية ولا استعراضية، بل حركات مختصرة، مقتضبة ولا تشغل حيزا زائدا ولا تستغرق وقتا أطول من اللازم. وتشبه المبادئ الجمالية لحركات السيدوكان بالزهد، حيث لا تقوم بأكثر من حاجتك. ويبرز هذا الأمر بالذات في ظل الخلفية الثقافية المعاصرة التي تتضمن كثيرا من كل شيء: قوة كبيرة، الكثير من الضجيج، والكثير من الغرور. إلا أن هذا الأسلوب يدعو إلى مبدأ الإيجاز وبالتالي أيضا إلى فكرة الجمال الذي يتجلى في التواضع والبساطة.